نزول القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
نزول القرآن الكريم
مركز آل البيت العالمي
https://www.youtube.com/channel/UCdHws12VZsXoa-1oWqB1TqA
في رأي عدد من العلماء أنّ القرآن الكريم نزل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) مرتين :
الأولى : نزل عليه في ليلة القدر جملة واحدة ، على سبيل الإجمال .
الثانية : نزل عليه تدريجاً ، على سبيل التفصيل ، خلال المدة التي قضاها النبي ( صلى الله عليه وآله ) في أمَّته ، منذ بعثته ، وإلى وفاته .
ومعنى نزوله على سبيل الإجمال : هو نزول المعارف الإلهية ، التي يشتمل عليها القرآن ، وأسراره الكبرى على قلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، لكي تمتلئ روحه بنور المعرفة القرآنية ، فقال تعالى : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) القدر : 1 .
ومعنى نزوله على سبيل التفصيل ، هو نزوله بألفاظه المحددة ، وآياته المتعاقبة ، والتي كانت في بعض الأحيان ترتبط بالحوادث والوقائع في زمن الرسالة ، وكذلك مواكبة تطورها ، ( الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) هود : 1 .
نوضح مزايا التدرج بالنقاط الآتية :
الأولى : مرَّت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) والدعوة حالات مختلفة جداً خلال ثلاث وعشرين سنة ، تبعاً لما مرَّت به الدعوة من مِحَن ، وقاسته من شدائد ، وما أحرزَتْه من انتصار ، وسجَّلَتْه من تقدم .
وهي حالات يتفاعل معها الإنسان الاعتيادي ، وتنعكس على أقواله وأفعاله ، ويتأثر بأسبابها وظروفها ، ولكنّ القرآن واكب تلك السنين بمختلف حالاتها من الضعف والقوة ، والعسر واليسر ، والهزيمة والانتصار .
وكان يسيرُ دائماً على خطّه الرفيع ، فلم ينعكس عليه لون من ألوان الانفعال البشري، الذي تثيره مثل تلك الحالات .
الثانية : إنَّ القرآن بتنزيله تدريجياً كان إمداداً معنوياً مستمراً للنبي ( صلى الله عليه وآله ) .
كما قال الله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) الفرقان : 32 .
فإنّ الوحي إذا كان يتجدَّد في كلّ حادثة ، كان أقوى للقلب ، وأشدّ عناية بالمرسل إليه ، ويستلزم ذلك نزول الملك إليه ، وتجدد العهد به ، وتقوية أمله في النصر ، واستهانته بما يستجد ويتعاقب من مِحَن ومشاكل .
ولهذا نجد القرآن يأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) تارة بالصبر ، فيقول : ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ) المزمل : 10 .
وينهاه تارة أخرى عن الحزن ، كما في قوله : ( وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) يونس : 65 .
الثالثة : إنّ القرآن الكريم ليس كتاباً كسائر الكتب التي تؤلف للتعليم والبحث العلمي ، وإنّما هو عملية تغيير الإنسان تغييراً شاملاً كاملاً في عقله وروحه وإرادته.
وهدفه الأساس هو صنع أمّة وبناء حضارة ، وهذا العمل لا يمكن أن يوجد مرة واحدة ، وإنّما هو عمل تدريجي بطبيعته .
ولهذا كان من الضروري أن ينزل القرآن الكريم تدريجياً ، ليُحكم عملية البناء ، وينشئ أساساً بعد أساس ، ويجتثّ جذور الجاهلية ورواسبها بأناة وحكمة ، وقصة تحريم الخمر خير شاهد على ما نقول .
الرابعة : إنّ الرسالة الإسلامية كانت تواجه الشبهات ، والاتهامات ، والأسئلة المختلفة من قبل المشركين .
وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) بحاجة إلى أن يواجه كلّ ذلك بالموقف والتفسير المناسبَين ، وهذا لا يمكن أن يتم إلاّ بشكل تدريجي ، لأنّ طبيعة هذه المواقف والنشاطات المعادية هي طبيعة تدريجية ، وتحتاج إلى معالجة ميدانية مستمرة .
لعلّ هذا هو المراد من سياق قوله تعالى : ( وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ) الفرقان : 33 .
https://www.youtube.com/channel/UCdHws12VZsXoa-1oWqB1TqA
في رأي عدد من العلماء أنّ القرآن الكريم نزل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) مرتين :
الأولى : نزل عليه في ليلة القدر جملة واحدة ، على سبيل الإجمال .
الثانية : نزل عليه تدريجاً ، على سبيل التفصيل ، خلال المدة التي قضاها النبي ( صلى الله عليه وآله ) في أمَّته ، منذ بعثته ، وإلى وفاته .
ومعنى نزوله على سبيل الإجمال : هو نزول المعارف الإلهية ، التي يشتمل عليها القرآن ، وأسراره الكبرى على قلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، لكي تمتلئ روحه بنور المعرفة القرآنية ، فقال تعالى : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) القدر : 1 .
ومعنى نزوله على سبيل التفصيل ، هو نزوله بألفاظه المحددة ، وآياته المتعاقبة ، والتي كانت في بعض الأحيان ترتبط بالحوادث والوقائع في زمن الرسالة ، وكذلك مواكبة تطورها ، ( الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) هود : 1 .
نوضح مزايا التدرج بالنقاط الآتية :
الأولى : مرَّت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) والدعوة حالات مختلفة جداً خلال ثلاث وعشرين سنة ، تبعاً لما مرَّت به الدعوة من مِحَن ، وقاسته من شدائد ، وما أحرزَتْه من انتصار ، وسجَّلَتْه من تقدم .
وهي حالات يتفاعل معها الإنسان الاعتيادي ، وتنعكس على أقواله وأفعاله ، ويتأثر بأسبابها وظروفها ، ولكنّ القرآن واكب تلك السنين بمختلف حالاتها من الضعف والقوة ، والعسر واليسر ، والهزيمة والانتصار .
وكان يسيرُ دائماً على خطّه الرفيع ، فلم ينعكس عليه لون من ألوان الانفعال البشري، الذي تثيره مثل تلك الحالات .
الثانية : إنَّ القرآن بتنزيله تدريجياً كان إمداداً معنوياً مستمراً للنبي ( صلى الله عليه وآله ) .
كما قال الله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) الفرقان : 32 .
فإنّ الوحي إذا كان يتجدَّد في كلّ حادثة ، كان أقوى للقلب ، وأشدّ عناية بالمرسل إليه ، ويستلزم ذلك نزول الملك إليه ، وتجدد العهد به ، وتقوية أمله في النصر ، واستهانته بما يستجد ويتعاقب من مِحَن ومشاكل .
ولهذا نجد القرآن يأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) تارة بالصبر ، فيقول : ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ) المزمل : 10 .
وينهاه تارة أخرى عن الحزن ، كما في قوله : ( وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) يونس : 65 .
الثالثة : إنّ القرآن الكريم ليس كتاباً كسائر الكتب التي تؤلف للتعليم والبحث العلمي ، وإنّما هو عملية تغيير الإنسان تغييراً شاملاً كاملاً في عقله وروحه وإرادته.
وهدفه الأساس هو صنع أمّة وبناء حضارة ، وهذا العمل لا يمكن أن يوجد مرة واحدة ، وإنّما هو عمل تدريجي بطبيعته .
ولهذا كان من الضروري أن ينزل القرآن الكريم تدريجياً ، ليُحكم عملية البناء ، وينشئ أساساً بعد أساس ، ويجتثّ جذور الجاهلية ورواسبها بأناة وحكمة ، وقصة تحريم الخمر خير شاهد على ما نقول .
الرابعة : إنّ الرسالة الإسلامية كانت تواجه الشبهات ، والاتهامات ، والأسئلة المختلفة من قبل المشركين .
وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) بحاجة إلى أن يواجه كلّ ذلك بالموقف والتفسير المناسبَين ، وهذا لا يمكن أن يتم إلاّ بشكل تدريجي ، لأنّ طبيعة هذه المواقف والنشاطات المعادية هي طبيعة تدريجية ، وتحتاج إلى معالجة ميدانية مستمرة .
لعلّ هذا هو المراد من سياق قوله تعالى : ( وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ) الفرقان : 33 .
مواضيع مماثلة
» نزول القرآن الكريم (1)
» القرآن الكريم وأسماؤه
» مؤلفات الإمامية حول القرآن الكريم
» الاجتهاد في تفسير القرآن الكريم
» جمع القرآن (*)
» القرآن الكريم وأسماؤه
» مؤلفات الإمامية حول القرآن الكريم
» الاجتهاد في تفسير القرآن الكريم
» جمع القرآن (*)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى